اللواء : عودة الحريري تأخرت.. وأزمة تأليف مفتوحة‎!‎ باسيل يلمِّح إلى حل “العُقدَة السُنِّية” من حسابه .. والعتمة تزحف مع إستمرار عدم تمويل الفيول


 

 

 كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : اليوم 5 ت2: العقوبات الأميركية ضد إيران، في حزمتها الثانية (النفط والمصارف)، تدخل حيّز التنفيذ، ايذاناً بحزمة جديدة من التجاذب ‏الدولي – الإقليمي في المنطقة، لم يكن لبنان، كما هو مرجح بمنأى عنه، على الرغم من ان سياسة “النأي بالنفس” كانت من بين أبرز ‏التفاهمات التي تحكم وضعية البلد، إزاء ما يحيط به من احداث ونيران‎.‎ 

وعلى وقع هذا الترقب، ارجأ الرئيس سعد الحريري، الموجود في باريس، عودته التي كانت متوقعة اليوم إلى بيروت، فيما ترددت ‏معلومات، لم يؤكدها أي مصدر فرنسي ان موفداً إلى بيروت هو‎ Amelien Le ChevaliER ‎سيصل لبنان ومن المحتمل ان يتطرق ‏في لقاءاته إلى الوضع السياسي، بما في ذلك تأخر تأليف الحكومة‎.‎ 

وفي السياق الحكومي، كشفت مصادر مطلعة ان لبنان يمر بأزمة تأليف مفتوحة، تنتظر جلاء الغبار الإقليمي، وعودة الرئيس المكلف ‏لاستئناف الاتصالات، في ضوء جمود يضرب الموقف، وإن تحدثت مصادر نيابية عن اتجاه لزيارة وفد من كتلة الوفاء للمقاومة إلى ‏بعبدا‎.‎ 

اتصالات محتملة

على الرغم من اقتناع كثير من المراقبين أو المعنيين بموضوع تأليف الحكومة، بأن الأزمة الحكومية المستجدة، أو المفتعلة، ليست في ‏وارد إيجاد الحلول لها، قبل ان تتبلور مفاعيل العقوبات الأميركية على إيران، فإن بعض المعلومات تتحدث عن إمكان ان يشهد ‏الأسبوع الطالع اتصالات ولقاءات لحلحلة عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين، في حال عودة الرئيس الحريري من باريس، علماً ان ‏هذه الاتصالات ستتركز اساساً على معالجة موضوع الخلاف في وجهات النظر بين الرئيس ميشال عون و”حزب الله”، على اعتبار ‏ان حل هذا الخلاف يمكن ان يمهد أو يؤسّس لصيغة حل من شأنها ان تفتح “كوة” في موضوع تمثيل النواب السنة من خارج تيّار ‏‏”المستقبل”، إلا إذا أراد “سعاة الخير” الذين يعملون على رأب الصدع الذي أصاب العلاقة بين الطرفين، بعد الموقف الذي أعلنه ‏رئيس الجمهورية في حواره التلفزيوني الأخير، على حصر وساطتهم في معالجة نقاط التباين من دون الدخول في معالجة موضوع ‏الأزمة أو الخلاف، بقصد إبقاء الكرة في ملعب الرئيس المكلف، وليس في ملعب الرئيس عون أو “حزب الله”، الذي قالت مصادره ‏أمس ان المشكلة ليست مع عون الذي نختلف معه في وجهات النظر، لكن ليست هناك قطيعة معه‎.‎ 

‎”‎سعاة الخير” غير متفائلين

وفي اعتقاد أوساط “سعاة الخير” ان موضوع الخلاف بين الرئيس عون و”حزب الله” يمكن إيجاد حلول له بالحوار أو عبر اتصال ‏مباشر، وهو ليس مشكلة لدى الطرفين، في حين ان موضوع تمثيل النواب السنة الستة غير قابل للمعالجة في الوقت الراهن، على ‏الرغم من وجود مقترحات عدّة ما زالت قيد التداول، لكن من دون ان يتبناه أحد كحل مقبول، وقد تحتاج إلى شهرين أو أكثر، ريثما ‏تتضح ابعاد “الكباش الاقليمي” الحاصل في المنطقة سواء على صعيد العقوبات الأميركية أو إيجاد الحلول للازمات المشتعلة في ‏اليمن وسوريا‎.‎ 

وقالت هذه الأوساط لـ”اللواء” ان المساعي التي تقوم بها أكثر من جهة، وخاصة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لم ‏تصل إلى مرحلة إيجاد الحلول المقبولة، وانه لا مجال الآن للدخول في أية محاولات ناجحة قبل ان تبرد الأمور بين أطراف الأزمة، ‏وبخاصة بين الرئيس عون و”حزب الله” وبين الرئيس الحريري والنواب السنة المستقلين‎.‎ وزاد من تعقيد الأمور، الاتهام المباشر لـ”حزب الله” بتنفيذ أجندة إيرانية بتعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية، عبر ربط التشكيل بتمثيل ‏حلفائه من النواب السنة، بسبب الصراع الدولي والإقليمي بين الإدارة الأميركية وإيران، هذا الصراع الذي أشار إليه مرجع سياسي ‏رسمي، مبدياً مخاوفه من انعكاسه السلبي على لبنان، خاصة إذا جعل الطرفان من لبنان ساحة لتصفية الحسابات، بحيث يصبح ‏التفاوض بين الكبار اصعب من التفاوض بين أهل البيت اللبناني لحل أي خلاف أو اشكال داخلي، من دون ربطه بتعقيدات الأزمات ‏الإقليمية‎.‎ 

باسيل: كاسحة ألغام

وبحسب الأوساط نفسها، فإنه من غير المرتقب ان يصل الاختلاف بين الرئيس عون و”حزب الله” إلى حدّ القطيعة، إنما هناك اختلاف ‏في الرأي يتم حله بالتفاهم، بعدما تبرد الأجواء المحمومة، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما دفع مسؤولي “حزب الله” ‏إلى التحفظ والهدوء والكتمان في التعاطي مع الموضوع، وإلى معالجته بعيداً عن الضجيج حتى لا يحصل تخريب للمساعي، فيما كان ‏لافتاً للانتباه حرص أوساط رئيس الجمهورية على “تذويب” نقاط الخلاف، حيث أكد رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران ‏باسيل عن ان التيار “لن يسمح بانهيار أي علاقة مع أي مكون لبناني مهما بلغت التضحيات، وانه لن يسمح بوقوع انفجار بين هذه ‏المكونات”، واصفاً تياره بأنه “فوج الهندسة في السياسة اللبنانية لتفكيك الألغام أو تعطيلها‎”.‎ 

وأشار في خلال العشاء السنوي لهيئة مهندسي بيروت في التيار، إلى ضرورة وضع الحلول المبدعة في الحكومة لحل أي مشكلة ‏قديمة أو مستجدة، وقال: المهم انه مهما فكرنا ومهما صبرنا علينا ان نجمع النّاس حيث تفترق، وان نرسم طريقاً بيانياً لهذه الحكومة ‏بتشكيلها وبيانها وادائها‎”.‎ 

وكان باسيل أعلن مساء أمس نتائج انتخابات المكتب السياسي للتيار والتي افرزت نجاح، أعضاء جدد هم: زياد نجار، جيمي جبور، ‏جوزف مهند، وليد الأشقر، وديع عقل وشربل خليل، معرباً عن ارتياحه إلى عدم وجود أوراق بيضاء في العملية الانتخابية‎.‎

اما المواقف المعلنة من جانب “حزب الله”، فلم تشر إلى موضوع الخلاف مع الرئيس عون، وشددت على رمي الكرة إلى ملعب ‏الرئيس المكلف من دون الإشارة إلى دور رئيس الجمهورية، لكنه اللافت ان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، أعلن في أوّل ‏موقف علني ان “الحكومة لا تكتمل الا إذا تمّ تمثيل النواب السنة المستقلين على قاعدة ان الجميع تمّ تمثيلهم‎”.‎

وقال: ان “حزب الله” مع تشكيل الحكومة بأسرع وقت، ولكن الحل بيد رئيس الحكومة، مشيراً إلى ان “هذا أمر يمكن معالجته مع ‏قليل من التفهم والتواضع والمعالجة الصحيحة‎”.‎ 

بري: حذار الأجواء المذهبية

ومن جهته، قال الرئيس نبيه برّي امام زواره مساء أمس انه لا يرى جديداً على مستوى تأليف الحكومة، مؤكداً حرصه على ان لا ‏تكون هناك أجواء مذهبية، لأن المشكل الموجود سياسي، لافتاً إلى ان تمثيل النواب السنة المستقلين موجود منذ تكليف الرئيس ‏الحريري وليس موضوعاً طارئاً‎.‎ 

وفي المواقف أيضاً، كان لافتاً للانتباه الموقف الذي أعلنه البطريرك الماروني بشارة الراعي في قدّاس الأحد، أكّد فيه أنه “لا يمكن ‏تأليف الحكومة، بحسب ما يتفق عليه السياسيون النافذون، بل بحسب ما يقتضيه الدستور والميثاق”، وفي ذلك إشارة واضحة إلى ‏الدور الذي لعبه “حزب الله” في تعطيل تشكيل الحكومة، عندما ربط هذا الموضوع بتمثيل حلفائه من النواب السنة، في اللحظة التي ‏تمّ التوافق عليها على التشكيلة وتهيأت دوائر قصر بعبدا لإصدار مراسيم تأليفها الأحد قبل الماضي‎.‎ 

الظلام آت

وسط هذه الأجواء الحكومية المبلدة، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان، انها اضطرت إلى توقيف مجموعتي إنتاج في كل من ‏معملي الذوق والجية، إضافة إلى تخفيض حمولة مجموعتين اخريين في معمل الجية وبالتالي إلى تخفيض انتاجها حوالى 320 ‏ميغاوات بسبب النقص في مادة الفيول اويل، وعزت السبب إلى “مشكلة تتعلق بكيفية التزود بالمحروقات بعد نفاذ المساهمة المخفضة ‏المعطاة إلى المؤسسة بفعل ارتفاع أسعار النفط منذ بداية العام 2018، الأمر الذي نبهت إليه المؤسسة مراراً وتكراراً من مطلع العام ‏الحالي‎”.‎ 

وقالت المؤسسة في بيانها انها ستضطر خلال الأيام المقبلة إلى إطفاء مجموعات الإنتاج تباعاً في كافة المعامل بما فيها الباخرتين ‏التركيتين، وبالتالي تخفيض الإنتاج تدريجياً، في انتظار إيجاد حل لمسألة التزود بالمحروقات، علماً ان هناك باخرتي فيول ترسوان ‏قبالة الشاطئ اللبناني منذ 26 تشرين الأوّل الماضي تنتظران حل هذا الاشكال لتفريغ حمولتهما‎”.‎ 

وكان التيار الكهربائي قد انقطع عن بيروت والمناطق اعتباراً من العاشرة من صباح أمس، ثم عاد متقطعاً، ويفترض ان يدخل لبنان ‏عهد الظلام اعتباراً من منتصف ليل الأحد – الاثنين، مع توقف مجموعات الذوق والجية ومعمل الحريشة القديم، علماً ان كميات الفيول ‏الموجودة لدى المؤسسة تكفي حتى 15 الشهر الحالي‎.‎ 

ويأمل المعنيون في المؤسسة ان تسفر المفاوضات الجارية حالياً مع الشركة الجزائرية “سوناتراك” التي تتولى تزويد المؤسسة ‏حاجتها من الفيول عن نتائج إيجابية، بعد دخول وزير الخارجية على خط الاتصالات مع الشركة لتأمين تفريغ الباخرتين من حمولتهما ‏مقابل وعد بدفع ما يتوجّب على لبنان دفعه بعد حل الخلاف الحاصل بين وزارتي الطاقة والمال بالنسبة لصرف الاعتمادات المالية ‏بموجب مرسوم سلفة وليس بقانون، علماً ان لا مؤشرات على احتمال عقد جلسة تشريعية لتحويل السلفة إلى قانون، بحسب ما تصر ‏وزارة المال، في المدى القريب بسبب الازمة الحكومية الراهنة‎.‎ 

وعليه يدخل لبنان اليوم في عهد الظلام والظلم، بحسب تغريدة النائب الاشتراكي هادي أبو الحسن، “الظلام بسبب غياب الإصلاح ‏الجدي لقطاع الكهرباء، والظلم في عدم تشكيل الحكومة، وكأننا عدنا إلى حسابات المصالح الخارجية‎”.‎ 

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *


eight − 4 =

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>