باسيل من كندا: لدينا فرصة حقيقية عبر استفتاء لمعرفة ارادة المسيحيين وانتخاب رئيس للجمهورية


أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن “لدينا اليوم فرصة حقيقية اذا اردنا الاتفاق مع بعضنا البعض ، تقوم على إجراء استفتاء لمعرفة إرادة المسيحيين”، (في انتخاب رئيس للجمهورية)، مشيرا الى “ان نصاب الثلثين لا يمكن ان يتوافر، فإما يجب ان يتعداه الدستور بالطريقة التي اقترحناها، وأما نذهب الى مقولة ثانية من ضمن الدستور كي نقول انه يجب ان تحترموا ما يقوله شعبنا”، لافتا الى اننا “في حاجة الى حلول صلبة مبنية على المبادئ وليس الى تسويات”. وشدد على ضرورة أن “نتعلم من الماضي ونتذكره لئلا نكرره” وان من المهم جدا ان نعلن “النيات الحسنة تجاه بعضنا، وإنما الأكثر أهمية هو ان يصار الى ترجمة هذه النيات الى عمل وفعل مشترك”.

مواقف الوزير باسيل جاءت خلال الاحتفال الذي اقامه على شرفه القنصل العام للبنان في مونتريال فادي زيادة، في “سنتر ملكيت” للروم الملكيين الكاثوليك الذي يقع في الشارع اللبناني في منطقة سانت لوران، في حضور ممثلين للقيادات الروحية والسياسية والحزبية في مونتريال، والجسم الديبلوماسي في أميركا الشمالية وحشد من أبناء الجالية اللبنانية والكشافة اللبنانية”.

وعرض الوزير باسيل للأفكار التي تقوم بها وزارة الخارجية من أجل لم شمل اللبنانيين في العالم، وقال: “هناك مشروع “اشتري لبناني”، ومشروع الطاقة الإيجابية لربط اللبنانيين ببعضهم البعض عبر الطاقات الإيجابية وليس السلبية، والمتحف اللبناني الذي يخبر قصة الاغتراب اللبناني ولا سيما أننا نحتفل بالذكرى المئوية على المجاعة التي كانت بداية الهجرة اللبنانية، وحقنا ان نعرف ونتذكر أننا شعب لم يختر الغربة طوعا انما أجبرتنا عليها الظروف الصعبة، أجبرنا عليها بالسيف والاضطهاد وما زال هذا الاضطهاد يمارس علينا حتى اليوم بهدف دفعنا الى ترك أرضنا ارض الحرية. عبر هذا المتحف، نسعى الى ان يعرف اللبنانيون جذورهم، ومن دون هذه الجذور يكون من السهل إقتلاعهم من أرضهم وتاريخهم وثقافتهم وحقيقتهم، ومن تكون جذوره غير عميقة يكون من السهل اقتلاعه”.

واضاف: “هناك مشروع تعلم اللغة العربية، لان من يفقد لغته يفقد التواصل مع أهل وطنه، ومشروع بيت المغترب اللبناني،

وLebanon connect كي نستطيع عبره احصاء اعداد اللبنانيين بالحد الأدنى اذ أننا لا نعرف أعدادهم وتوزعهم الا عبر من يتسجل منهم في السفارات. ونحن نأمل أن نصل الى مرحلة يستطيع المغترب اللبناني ان يتسجل وينتخب ايضا إلكترونيا”.

وشدد الوزير باسيل على “قضية استعادة الجنسية اللبنانية والتسجيل في السفارات”، وقال:” انه لمن المؤسف اليوم ما نعيشه من أزمة النزوح السوري اليوم، نتيجة وجود اعداد كبيرة من غير اللبنانيين يعيشون في لبنان بحكم الامر الواقع، وإعدادهم باتت تفوق أعداد اللبنانيين، كما انهم يأخذون أماكنهم، وهذا الامر يذكرنا بمسؤوليتنا الا وهي أننا لا نستطيع المحافظة على قطعة ارض اسمها لبنان، من دون المحافظة على شعبها، لان الوطن من دون شعبه ليس بوطن. ليس من المهم ان نحافظ على لبنان بحدوده فقط، إنما من المهم ان يبقى لبنان بإنسانه لا أن يتم استبداله بغير اللبنانيين. نحن لا نستطيع التخلي عن ارضنا او انساننا، لذلك نحن في حاجة إليكم كي تدركوا مدى أهمية ان تتسجلوا، كما اعرف ان على عاتقنا مسؤوليات كبيرة، وانه يجب ان نقر قانونا يتيح لكم الحصول على جنسيتكم بسهولة، ونسهل معاملات التسجيل، إنما نطلب منكم ان تقوموا بهذا الجهد وتتسجلوا رغم الصعوبات.”

وقال: “انه لأمر يكبر قلوبنا ويفرحها حين نرى كيف استطاع اللبناني النجاح بمفرده، فلنتخيل لو إستطعنا تحويل هذا النجاح الفردي الى نجاح جامع ومركز، فكم كان ذلك ليكون مفيدا وقويا للبنان ولكم؟ وانا اعرف ان هذا الموضوع فشلنا فيه، ولو لم نفشل لما كانت هناك مثل هذه الدولة في لبنان، كانت لتكون ناجحة. ان فشل الدولة عندنا هو نتيجة فشلنا الجماعي. ونحن اليوم ليس في إستطاعتنا الوقوف في وجه موجات الحقد التي نشهدها في المنطقة في ما لو كنا غير موحدين. من المهم جدا أن نتعلم من الماضي، من المهم ان تذكر الماضي كي لا نكرره عندما قتلنا بعضنا البعض. من المهم جدا ان نعلن النيات الحسنة تجاه بعضنا، نعلن عن ورقة النيات، وإنما الأكثر أهمية هو ان يصار الى ترجمة هذه النيات الى عمل وفعل مشترك، ونعتاد على فكرة أن علينا العمل مع بعضا البعض. هذا الامر ليس بخيار او ترف لنا، وعلى الشعب أن يحاسبنا فيما لو لم نعمل سويا. هذا هو التحدي الذي نحن في مواجهته اليوم، ان نعمل سويا ونبرهن اننا موجودون وفاعلون، وحتى لو اتخذ هذا الامر المنحى السلبي. فمثلا لا تستمعون إلينا “بالمفرق” بالنسبة الى توقيع قانون إستعادة الجنسية، نجتمع سويا ونقول لن نمرر اي مشروع قبل قانون استعادة الجنسية. علينا ان نقف سويا بالنسبة الى موضوع الكهرباء والنفط”.

واضاف: “اذا كانت الوزارة اليوم بقيادة احد الاطراف السياسيين، فهذا الا يعني انها أصبحت له، فيدافع عنها ويطالب بتنفيذ مشاريعها. هذه الوزارة ستبقى لكل اللبنانيين، وموارد لبنان من مياه ونفط هي لكل اللبنانيين. هذا ما حدا بوطننا الى الوصول الى المرحلة التي وصل اليها، ولا نستطيع الخروج منها الا بعملنا المشترك، وللنجاح في هذا العمل علينا ان نرفع من سقف مطالبنا، وان نجعلها على مستوى المبادئ والثوابت، لانه حينها نخفض هذا المستوى تكثر خلافاتنا”.

وقال:” عندما قبلنا في مرحلة إتفاق الطائف ان نفكر في معنى السيادة، وكما تعلمون لبنان كان تحت الوصاية السورية من العام 1976 حتى العام 2005،وعندما وقفنا موقفا موحدا وقلنا “حرية سيادة وإستقلال،” واتفقنا على انه ليس هناك من مفهومين للسيادة، حينها عملنا سويا وأخرجنا السوري والاسرائيلي خارج لبنان. في كل مرة نعمل فيها على أساس المبادئ، لا يمكن ان نخسر، واذا خسرنا حينها نكون مرتاحي الضمير”.

اضاف: ” نحن نستطيع حل كل مشاكلنا اليوم على مستوى المبادئ، لأنه على مستوى المبدأ الديموقراطي، لن يكون عندنا مشكلة في رئاسة الجمهورية، ولا في تأليف الحكومة ولا إنتخاب النواب. ان هذا الموضوع لا يخص المسلمين او المسيحيين، انه موضوع وطني بالكامل، لانه لا يمكننا ان نفرض طريقة عيش على المواطنين بطريقة متفاوتة مهما كانت طوائفهم وانتماءاتهم السياسية وتفكيرهم، لان لبنان قائم على فكرة التوازن وعندما يفقدها يفقد كل شي. لا يمكننا اليوم ان نفرط بكل تلك المبادئ ونتفق مع بعضنا على اقل منها، لانه حين نتفق على رئيس جمهورية لا يمثل اللبنانيين، فهذا يعني أننا قمنا بإتفاق عاطل مصيره الفشل. نحن في حاجة الى حلول صلبة مبنية على المبادئ، ودائمة لانها تستمر، وليس الى تسويات، هذا المبدأ الذي تربينا عليه جعلنا نقبل بكل شي منقوص، حتى وصلنا الى الكرامة. ليس من المهم ان نذهب غدا لدى انتخاب رئيس، لا يغلط احد، اذا انتخبنا رئيس جمهورية خطأ فسيقع المشكل في البلد، كما حصل منذ ستة أعوام، سنتقاتل على موضوع تأليف الحكومة وقانون الانتخاب، لاننا مسسنا بسلامة الديموقراطية وقبلنا بمقولة “هيا اذهبوا أيها المسيحيون وانتخبوا، وإنما ليس من المهم من تنتخبون لآننا سنأتي بأحد اخر، سنربيكم على الخضوع ليس لرأيكم إنما لرأي غيركم، لانه ليس من المهم من تختارون إنما نحن نريد رئيس تسوية، رئيسا وفاقيا، هذه هي الهجرة من لبنان، الهجرة النفسية حين يهجر الانسان لذاته ويقبل ان رأيه غير محترم، هكذا يهجر الانسان ذاته ووطنه. واكبر انواع الهجرة من لبنان هي الهجرة النفسية التي يشعر فيها المواطن ان هذا البلد لم يعد يخصه”.

وتابع:” كي نرد ثقتنا بلبنان علينا ان نرد ثقتنا بذاتنا، يجب ان نعلم ان خيارنا محترم ومن لا يقبل به علينا ان نفرضه عليه، والا سنكون أمام خيار الهجرة الدائمة. لذلك نحن اليوم امام ازمة دستورية حقيقية، وهي تقول إن رئيس الجمهورية اللبنانية لا ينتخب الا بنصاب الثلثين، في حين ان رئيس الحكومة ينتخب (بغالبية مطلقة) بصوت واحد او بالتسمية، بينما رئيس مجلس النواب ينتخب بربع الأصوات. ان الدستور اللبناني يقول اليوم اننا في حاجة الى ثلثي أصوات مجلس النواب من اجل إنتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الامر لا يمكن ان يتوافر فإما يجب ان يتعداها الدستور بالطريقة التي اقترحناها، وأما نذهب الى مقولة ثانية من ضمن الدستور كي نقول انه يجب ان تحترموا ما يقول شعبنا، لذلك لدينا اليوم فرصة حقيقية بان نعتمد الاستفتاء الذي هو من ضمن الدستور، ونقول انتم يا شركاءنا المسلمين او أيها الدول التي تطالبنا بالاتفاق مع بعضنا البعض وهي ستقبل بهذا الاتفاق، لقد اتفق المسيحيون على اجراء هذا الاستفتاء فاحترموا نتيجته، هذا حل صلب ويعتمد على الديموقراطية، ودائم لانه يضمن لنا اجراء الاستحقاق رئاسي كل ست سنوات وليس العودة في كل مرة الى الفراغ ولفترة سنة او سنتين. اليوم لدينا فرصة حقيقية اذا اردنا الاتفاق مع بعضنا البعض برعاية بكركي التي اعطي لها مجد لبنان بإقرار المسيحيين والمسلمين، لدينا حل يقوم على إجراء استفتاء لمعرفة إرادة المسيحيين على أن يقبلوا هم بإنفسهم سلفا نتيجته، وبهذا نكون نقوي مركز رئاسة الجمهورية والتوازن في البلاد، ويكون لدينا خيار لا ان ننتظر الدول أن تتفق وتخبرنا بمشيئتها. لقد اعتدنا في لبنان أن يقرروا هم عنا، أليس هذا ما نقر به جميعا؟ وانما لكي نعيد الثقة الى أنفسنا ووطنا، علينا ان نعود الى الاختيار بأنفسنا ونثق بهذا الاختيار”.

وختم: “نحن نقدم اليكم هذه الأفكار، ونأمل ان نستطيع أن نقدم اليكم الفرص لئلا تشعروا بأنكم في غربة عن لبنان عندما تأتون اليه، او اذا كنتم خارجه وهذا الامر الاصعب حينها ستشعرون بالغربة مرتين. ونأمل عبر محبتكم ونجاحكم ان نعيد الثقة الى لبنان وأنفسنا، لاننا شعب لا يموت ولا خوف عليه”.

زيادة

وكان الاحتفال إستهل بالنشيدين اللبناني والكندي لفرقة مدرسة تعليم اللغة العربية في كنيسة مار مارون، وبعرض فيلم قصير عن ابرز ما جاء في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي نظمته وزارة الخارجية في بيروت في أيار الماضي، ثم القى القنصل العام زيادة كلمة ترحيبية قال فيها ان ” لبنان كله موجود هنا اليوم، ونحن نرحب بالوزير باسيل الذي يحمل إيمانا بلبنان لا يقدر عليه لا ارهاب ولا داعش او أي عدو”، مؤكدا “اننا معا في معركة البناء والبقاء”.

قداس

واستهل باسيل اليوم الثاني لزيارته لمونتريال – كندا، بالمشاركة في الذبيحة الإلهية في كنيسة مار أنطونيوس الكبير التي ترأسها الأب جان دحدح ممثلا راعي أبرشية مار مارون – كندا المطران بول مارون تابت، والقى كلمة ترحيبية بإسمه قال فيها :” في كندا يعيش اللبنانيون لبنانهم الجميل وقد وجدوا فيه ما حلموا به في لبنانهم، دولة القانون القائمة على المساواة بين المواطنين وحرية التعبير والضمير، ودولة الرعاية التي توفر الحد الأدنى من العيش الكريم”.

وبعد القداس، التقى الوزير باسيل أبناء الجالية في صالون الكنيسة، ورحب به بإسمهم الأب دحدح الذي أثنى “على جهوده والتضحيات في سبيل المصلحة العامة”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *


− 6 = three

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>