احتفل “التيار الوطني الحر” بنتائج الانتخابات النيابية، بمهرجان أقامه في “فوروم دو بيروت”، تحت عنوان “على العهد”، حضره وزراء: الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، الدفاع يعقوب الصراف، الاقتصاد رائد الخوري والبيئة طارق الخطيب، النواب الحاليون والمنتخبون: إيلي الفرزلي، شامل روكز، هاكوب بقرادونيان، حكمت ديب، نعمت افرام، إيدي معلوف، آلان عون، ابراهيم كنعان، أسعد درغام، روجيه عازار، سيمون أبي رميا، ماريو عون، جورج عطاالله، ميشال معوض، فريد البستاني، زياد أسود، سليم خوري، إدغار طرابلسي، سليم عون، نقولا الصحناوي، العميد أنطوان بانو، إلياس بو صعب، سيزار أبي خليل، ألكساندر ماطوسين، هاكوب تيرزيان، سليم عون، ميشال ضاهر، ناجي غاريوس، إدغار معلوف والوزير السابق غابي ليون، وحشد من الشخصيات والمحازبين.
بدأ المهرجان بالنشيد الوطني، وقدمه الإعلامي حبيب يونس، ثم ألقى رئيس تكتل “لبنان القوي” الوزير جبران باسيل كلمة، استهلها بالقول: “يا أيها اللبنانيين، يا رفاقي في التيار الوطني الحر: بالرغم من كل شيء انتصرنا، وبالرغم من أنه معهم أغلب الدول الكبرى، ونحن ما من أحد كان معنا إلا أنتم، وبالرغم من كل المال، الذي خصص ضدنا ونحن ما كنا نملك ولم يكن معنا أموال انتخابية، وانتصرنا، وهم معهم الكذبة السياسية، والتي من الهين تسويقها، ونحن نملك الحقيقة، التي كلفتها غالية، ونحن معنا أنتم، ونحن معكم انتصرنا”.
أضاف: “هذا الانتصار، الذي حققناه، له أب، ونهديه لأبيه القوي، ونهدي الانتصار للبنان القوي، ونهديه لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، وهذه المرة الأولى في لبنان، وبعد اتفاق الطائف رئيس الجمهورية يكون له أكبر كتلة نيابية، وفعلا هذا هو الرئيس القوي، وهل فهم الجميع ما معنى الرئيس القوي، الذي يحقق تصحيح النظام ويبني المؤسسات من منطلق القوة، ليبسط العدل والمساواة، وأن من حقق الانتصار هو التيار الوطني الحر، بتضافر جهود كل أجهزته وناشطيه ومنسقيه في المناطق، وماكيناته الانتخابية”.
وتابع: “التيار ولا يوم من الأيام وقع، وهو دائما واقف شامخ أكثر ومنتصر أكبر والفضل الأكبر، في هذه المعركة الانتخابية. هم المتطوعين في التيار الوطني الحر الذين بذلوا جهودهم، وعملوا كمندوبين من دون أي بدل مادي، وأثبتوا للجميع أنه في لبنان من لديه مبدأ من دون مقابل مادي، وأنتم يا عشرات الألوف في التيار الوطني الحر، الذين خضتم المعركة الانتخابية، وكانت أرخص معركة من ناحية التكاليف، وانتصرتم على ملايين الدولارات الخارجية”.
وأردف: “للشعب اللبناني علينا وعد ودين. فالوعد أن نبقى نبني ليكون تيارنا قويا، وليكون مؤسسة، ويحاسب ويكرم. أما الدين فهو للشعب اللبناني، الذي تحمل كثيرا، بأن نحاسب من يأس الشعب اللبناني، ومن دفع لعدم التصويت، وهذا الدين لا نوفيه إلا بتحقيق الدولة القوية، وعلى الجميع أن يعلم أن المرحلة السابقة قد انتهت، وهي كما كان ينتهجها البعض بإطلاق الوعود قبل الانتخاب، ويتبرأون من كل شيء بعد الانتخابات، فهذه الخطوة أي الكذب لأربع سنوات ما عاد ينفع”.
وقال: “نحن نقول الحقيقة والحقيقة مكلفة، ولا أحد يبعدنا عن قولها، لا مصلحة ولا موقع. ونحن سنقاتل لتحقيق الوعد، ببناء المؤسسات ومحاربة الفساد، ليس فقط في القضاء، بل في نفوس البعض، ونعلن اليوم معكم أننا تيار مقاومة الفساد، ودين علينا أن نعمل لتأمين الكهرباء ونخرج المواطنين من العتمة، رغم كل محاولات عرقلتنا وعلى الناس أن يقفوا معنا، وليس مع من يمنعنا، وسنحفظ الماء لأنها ثروتنا الطبيعية ونقطة قوتنا الاستراتيجية في المنطقة الإقليمية”.
أضاف: “نحن نلتزم أمامكم، بدين إعادة النازحين، ولو وقفنا بوجه المجتمع الدولي كله، وسنواجه أي سياسة لا تسعى لإعادتهم، وللأسف البعض مثلما قال يوما، فليحكم الإخوان اليوم، قالوا في جنيف، فليبق السوريون في لبنان”.
وتابع: “سنعمل لنسترد الميثاقية، ولنعود بالشراكة على الاقتصاد والإدارة، ونحقق الإنماء المتوازن ونؤمن الإزدهار، ونحقق حماية وطننا بقوة جيشنا ودعم مقاومتنا، وسننأى عن المحاور، وليس عن مصلحة شعبنا، والدين أن نبادلكم أصواتكم، بأن لا نتعب ولا ننام لأجلكم، والانتصار يعني أننا أسقطنا مشروعهم بإضعاف العهد، والانتصار يعني أننا سمحنا للمنتشرين أن ينتخبوا، والانتصار تحقق من خلال الحصول على أكبر كتلة نيابية في البرلمان اللبناني”.
وإذ سأل “ماذا يوجد بعد هذه النتيجة”، أسف لعدم “معرفة البعض الديمقراطية”، وقال: “نحن كنا 21 نائبا وأصبحنا 29 نائبا، وزاد عدد النواب الملتزمين حزبيا، وكان انتشارنا في خمسة أقضية، واليوم أصبحنا في 15 قضاء، ونحن ثقة ومصداقية أمام الناس، ونحن قبلنا خسارة في جبيل وكسروان وجزين، لنربح في الشوف وعكار وعاليه والبقاع الغربي والكورة والبترون وبيروت، وتوسع انتشار تمثيلنا ليشمل الأقليات والإنجيليين والسريان والطائفة العلوية”.
أضاف: “نحن انتصارنا له طعم آخر حتى لو خسرنا المقعد، ولكن انتصارنا كان عندما حاولوا حصارنا وشكلنا لوائح ولم نترك ولم نتخل عن أحد، وحتى لو لم نحصل على مقعد أشدد على القول: سنبقى نزورهم ونخدمهم ونعمل على تحقيق صحة تمثيلهم في مختلف المناطق، ونشدد على أننا لم نلغ أحدا لأنه بالقانون النسبي لا نستطيع أن نلغي من عنده أحد، ولأنه لا توجد أكثرية ساحقة، ولأن بلدنا بلد التوازن، وعلينا أن نعرف أنه لا أحد يسحق الآخر، ولا أحد لديه أكثرية ولا ثلثا، والأكثرية تحتاج إلى ثلاث من كتلتنا والثلث بحاجة لاثنين من كتلتنا، وهكذا نكون انتصرنا بالقانون والانتخابات في كل لبنان”.
وتابع: “نحن نشعر بالفرح لأن “خينا” كبر، ولكن عليه أن يعرف أن يعد النواب داخل الكتل، وأن يصرف النظر عن محاولة تحجيمنا، وليأخذ مثالا الطفل ماركو رحمة ابن التسع سنوات، وليعد الأرقام مثله. ونحن انتصرنا لأننا قد حصدنا مرتين أكثر في عدد النواب، ومرتين أكثر بعدد الأصوات في كل لبنان، ونحن قلناها نحن أكثر منهم كلهم وليس قدهم كلهم، ونقول لمن لا يعرف عدد النواب، والأصوات كيف تريدنا أن نعطيك وزارة كوزارة الطاقة، يوجد فيها عد وحسابات، وحتى لا تعرف تعد أعداد النازحين السوريين، ونحن انتصرنا عندما أصبحت شعاراتنا في الدولة القوية منتصرة، وأصبحت شعارات يستنسخها البعض”.
وأردف: “علينا الفرح لأنهم يقلدوننا ويأخذون عنا شعارات محاربة الفساد والدولة القوية بمؤسساتها والجمهورية القوية، ونحن حولنا أقوالنا إلى أفعال، وعندما هتفنا حرية سيادة استقلال، طبقناها ولم نرفعها ككلام وشعار فقط، والسيادة الحقيقية تكون بموقفك عندما يكون رئيس الحكومة غير حر جسديا في الخارج، وأيضا تكون حرا عندما تحرر من دعم أموال الخارج، وانتصرنا عندما ينجح نائب ب77 صوتا تفضيليا، ونكون نحن قد ثبتنا عورات هذا القانون، وقدمنا حلولا لمعالجتها، وانتصرنا عندما لم نهرب من تشكيل لوائح في بعلبك الهرمل وطرابلس، وعندما أخذنا نوابنا في الجبل وعكار، ولم نقبل أن يعطينا إياهم أحد. طعم هذا الانتصار يتجلى بأننا لم نشحد شحادة أي مقعد نيابي، بل بقوتنا وانتصارنا حققنا تحالفات مع كامل الأطياف اللبنانية، وعندما وعى اللبنانيون وحجموا الاقطاع السياسي، وحجموا دعاة الكذب السياسي”.
وقال: “سننتصر عندما نطور قانون الانتخاب الحالي عبر تحقيق حاصل تفضيلي، وعندما نضع ضوابط في القانون على الصرف المالي المتوحش، وعندما لا يفقرنا الإعلام ليستضيفنا في الانتخابات، والنتائج اليوم تفرض نفسها، ولن تكون مثل قبل. وهذا سيتجلى في الحكومة والبرلمان، وسنعمل ليصغر الفساد لا ليكبر، ونحن نقول للشباب اللبناني سنحول صوتك إلى قضية وقضيتك قضيتنا، ونحن لم نخلص الوطن إلا عندما كنا في عمركم، وأخذنا القضية عاتقا علينا، ونحن لا نريد أن تكونوا خارج الوطن، ونحن تيار نمثل تيار جمهورية القيم والمبادئ القائمة على الحرية والشراكة والمساواة، وتيارنا سيكبر معكم وكل العمر، ونحن نعمل وننجز، وهم يتكلمون ويعرقلوننا ويتكلمون عن الطائفية، ونسألهم لماذا لا يطبقون مبدأ المداورة بالمدراء والوزارات السيادية لتوزيعها على الأقليات المسيحية والمسلمة. همهم إضعاف العهد وكأنهم ليسوا أولاده، ونحن نريد أن ننهض جميعا والأقوياء يبنون مع بعضهم، ونحن مع حلفائنا أقوياء ولسنا ضعفاء وسنبني البلد سويا”.
وختم “أنا فخور اليوم لأني بينكم، لأعلن بإسم الجميع النصر في الانتخابات النيابية 2018 في لبنان. وأنا فخور أننا جميعا ننتمي لنفس العائلة، وفخور بإعلاننا تكتل لبنان القوي، وفخور أيضا بالخاسرين لأنهم سيشكلون معنا جبهة لبنان القوي”.
وفي الختام تم التقاط صورة تذكارية.
nna